في ساعة نحس
تأليف: غابرييل غارسيا ماركيز
ترجمة، تحقيق: كامل يوسف حسين
280 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
تاريخ النشر: 01/09/2003
في نظرة واحدة أفصح العمدة عن نفاذ الصبر الذي قدمه طوال أسبوعين من المعاناة، حتى ولو كان العالم يوشك أن يبلغ نهايته يا ابت أصبح الألم حصيناً في مواجهة المسكنات، فعلق العمدة أرجوحته على شرفة غرفته محاولاً الإغفاء في برودة صدر المساء، لكنه هوى عند الساعة الثامنة في هاوية اليأس مرة أخرى وهبط إلى الميدان الذي كان يغط في سبات تحت وطأة موجة الحر. بعد الطواف حول المنطقة دون العثور على مصدر الإلهام الذي يحتاجه للسمو فوق الألم مضى إلى دار السينما، وكانت تلك غلطة، فقد زاد أزيز الطائرات العسكرية في تفاقم الألم، غادر دار السينما قبل الاستراحة وبلغ الصيدلية فيما كان دون لالو موسكوته يتأهب لإغلاق الباب".
العزلة اصطلاح غائر في أعماق عالم ماركيز انطلاقاً من عالمه الخاص انسياباً إلى بناه الرواية. والعزلة في عالم ماركيز تتجاوز كونها حالة، إنها تضرب جذورها، تتعمق تتكاثف، تتبلور تصبح في النهاية طريقة حياة، فقد ومنهاج استجابة في مواجهة الدوافع السياسية والاقتصادية الخارجية، تنتقل من كونها لعنة إلى انكفاء سلوكي يترجم المحتوى العقلي في شكل انكماش ازاء العالم الخارجي حتى التفاني والتحوّل إلى رماد. وقوقعة العزلة لن تتحطم إلا حين يتصاعد الصراع فيغدو تطاحناً حتى الموت في مواجهة الاغتراب عن الطبيعة والآخرين والذات. إن تهشّم القوقعة لا يحدث إلا في حالة واحدة فحسب؛ حين يغدو بداخلها كائن آخر مختلف كيفياً عن سابقه، كائن نجح، ولو لمرة واحدة، في أن يحدق متجرداً في وجه اغترابه.
لتحميل الكتاب كاملاً - أضغط على الرابط التالي
-