الإنسان والروح
تأليف: يوم م. إيفانوف
ترجمة، تحقيق: عاطف ابو جمرة-فايز البرشة
274 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
الناشر: دار الطليعة الجديدة
تاريخ النشر: 01/01/1995
إن مغزى الحياة وفقاً لتصورات اليوغا يكمن في الارتقاء والكمال الذاتي الأخلاقي والنفسي والروحي. والهدف الأساسي للارتقاء الروحي الذاتي هو الوصول إلى الوضعية يتقبل من خلالها الإنسان الناس الآخرين بل كل ما هو حي في العالم المحيط كما يتقبل ذاته نفسها. ومثل هذا التقبل ممكن شريطة أن يعي الإنسان ذاته باعتبارها جزءاً مكوناً للكون لا وحدة لا حول لها ولا قوة، فعصومة ومعزولة في صحراء غريبة ومهما كانت الأوضاع العامة في المجتمع، على الإنسان أن يتابع طريق الكمال والارتقاء الذاتي، ففي هذا يكمن مغزل حياته.
وهذه العملية لا تعني فقط السعي لمعرفة العناصر الأساسية المكونة للأمور الروحانية بل تدريب الذاتي ومعالجتها بوسائل وطرق محددة. وقد قدم ديكارت وسبينوزا وهيغل وشو بينهور وكذلك نتيشه تعاريف محددة لتلك المفاهيم الكامنة خلف كلمات نتداولها مثل الذات، النفس، الروح، الروحانية. وتفهم اليوغا تلك التعابير كما يلي: الروح: هي المطلق وهي منبع ومصدر كل ما هو موجود في الكون. وروح الإنسان هي "أناة" الخاصة به وهي جزء من المطلق. النفس: هي المحصلة المجموعية "للأنا" البشرية من الروح أي من المطلق.
أما الروحانية فهي درجة تقرب (اقتراب) "الأنا" البشرية من الروح أي من المطلق. إلى جانب تلك المفاهيم هناك مفهوم آخر هام جداً في تعاليم اليوغا هو مفهوم "كارما" الذي يعني بالنسبة للإنسان انعكاس محصلة نشاطه السلبي والإيجابي خلال رحلة حياته في نفسه. ضمن هذه المقاربة يأتي كتاب "الإنسان والروح" وقد بحث المؤلف في قسم الكتاب الأول مسألة التطور الروحي الكوني للإنسان ومخصصاً القسم الثاني لدراسة التطور الذاتي والذي هو مساهمة النفس الإرادية الذاتية في تسريع تطوره الروحي وفرداً القسم الثالث لمجموعة من الإرشادات التطبيقية ولمجموعة من الدروس والتي تساعد على سلوك الطريقة التكاملية المنتظمة للتطوير الذاتي.
الناشر:
تناولت تعاليم اليوغا عن الكارما وعن وحدة كل ما هو كائن في الكون مسألة مكانة الإنسان في الكون بشكل موسع وعميق.
وقدم علماء القرن العشرين مساهمات كبرى في تطوير فهم هذه المسائل، واعتبر الأكاديمي فيرنادسكي أن الإنسان هو "النتاج الأعلى للتطور"، وأنه "كائن كوني يتمتع بإمكانيات وقدرات كانة لا حدود لها لتطوره الفردي والتاريخي".
كما طرح فيرنادسكي أمام العلماء "إدخال علم الحياة بهذا الشكل أو ذاك ضمن لوحة البناء الكوني". وهذا العلم يجب أن يضم، في رأيه، الحياة والإنسان كظواهر أرضية وكوني.
وساعد العالم تشجيفسكي في تحطيم الصورة اللاعلمية عن العالم التي هي، من حيث الجوهر، ذهنية وميتافيزيقية، والتي تصور الحياة والإنسان وكأنهما منفصلان عن الفضاء والكون.
وقال: "إن الحياة ظاهرة فضائية أكثر منها أرضية، وتم إبداعها من تأثير ديناميكية الفضاء الإبداعية الخلاقة على مادة الأرض الخاملة، وهي مستمرة بفعل ديناميكية هذه القوى، وكل نبضة للجسم الحي متوافقة مع نبضة القلب الفضائي-الكوني الذي هو المحصلة الكبرى لسديميات النجوم، الشمس، الكواكب".
لتحميل الكتاب كاملاً - أضغط على الرابط التالي
-