الموت أو أيديولوجيا الارهاب الفدائي
تأليف: سميرة بن عمو
ترجمة، تحقيق: عبد الكريم حسن
208 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
الناشر: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر
تاريخ النشر: 01/01/1992
من المؤكد أنه إذا كانت كلمة "الاغتيال" تعود في الأصل إلى كلمة "الحشاشين" العربية، وإذا كان "الحشاشون" أول الفرق الإسلامية التي نظمت الاغتيال السياسي، فإن هؤلاء "الحشاشين" لم يخترعوا الاغتيال ولا الاغتيال السياسي. فالقتل قديم قدم البشرية، والاغتيال السياسي ولد في نفس الوقت الذي ولدت فيه السلطة السياسية: إنه وسيلة "بسيطة" وسريعة للحد من تجاوزات السلطة السياسية ممثلة بأحد المتنفذين. كما أنه وسيلة لأحداث تغيير سياسي يقوم على أبعاد المتنفذين السياسيين وتبديلهم، ولكنه إذا لم يكن "الحشاشون" هم الذين ابترعوا القتل والاغتيال السياسي، وإذا لم يكونوا أول من ألصق التقى بالقتل، إلا أنهم هم أول من استخدم الإرهاب كسلاح سياسي، ينظمونه ويخططون له على المدى الطويل.
فقد لجأ "الصبّاح" مؤسس هذه الحركة إلى حملة من الإرهاب الذي لا يتوقف. فأما التنظيم القادر على شن الحملات ومواجهة الحملات المضادة، وأما الفكر الذي يلهم "الإرهابيين" ويسندهم حتى الموت، فإنهما، وهما العنصران الضروريان لكل حملة إرهابية، لم يكونا غريبين عن فدائيي "الموت". ومن هنا فإن عمل الباحثة من خلال هذا الكتاب يطمح إلى استخراج الأيديولوجية الكامنة وراء "الإرهاب الهزاري"، وذلك استناداً إلى تحليل ما تبقى لهذه الفرقة من مؤلفات، ومثل هذه الأيديولوجية في مثل هذا المجتمع الإسلامي في خضم القرن الحادي عشر الميلادي حيث لا نصل بين الدين والسياسة، لا يمكن أن تتموضع إلا في نطاق الدين.
وأما أبواب الدراسة فقد تم توزيعها في ثلاثة يشتمل كل منها على ثلاثة فصول. يعود الفصل الأول إلى تاريخ الإسماعيلية بشكل عام، مما يسمح بتحديد موقع فرقة "آل-موت" ويستعرض الفصل الثاني تاريخ حكام هذه الفرقة والذي مرّ ضمن مراحل ثلاث: مرحلة "ما قبل القيامة"، ومرحلة "إقامة القيامة" على يد "حسن على ذكره السلام" ومرحلة "الدعوة الجديدة" التي جاء بها "جلال الدين حسن". وأما الفصل الثالث، فهو تأريخ لكتابات الإسماعيلية يستند إلى كتاب "ايفانوف" الذي بعنوان "الكتابات الإسماعيلية" مسح بيبليوغرافي".
وبالإضافة إلى ما يلقيه هذا التاريخ من أضواء على الكتابات "الآل-موتية"، فإنه يسوّغ اختيار الباحثة للنصوص التي سيتم تحليلها في الباب الثاني وهي التي ستتكئ عليها الباحثة في الباب الثالث. يخصص الفصل الأول منه لدراسة مفهوم الجهاد دراسة تطورية. كما يخصص الفصل الثاني لدراسة مفهومي الجنة والنار بغية وضعهما موضع المقابلة مع ما يرويه "ماركوبولو" عن جنة "الصبّاح". وفي الفصل الثالث تقوم الباحثة بدراسة مفهوم الإمامة، والعلامة بين الإمام وأتباعه، وتغطي الدراسة لمفاهيم هذا الباب الفترة التي تمتد من مرحلة "ما قبل القيامة" إلى ما بعد دعوة "جلال الدين حسن" هذا وقد استخدمت الباحثة النصوص التي تنتمي إلى المرحلة الفاطمية حيث تأكده أنه ما من فرق عقيدي بين المذهب الفاطمي ومذهب "آل-موت" قبل "القيامة". هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فهي لم تعثر على نصوص فزارية بحته تنتمي إلى مرحلة "ما قبل القيامة". وقد توصلت في الختام إلى استخلاص العنصرين الأكثر أهمية في الأيديولوجية الكامنة وراء الإرهاب الفدائي.
فأما الأول، فهو ذلك التصور الخاص لمفهوم الجهاد، وأما الثاني، فإنه يتعلق بنظرية الإمامة، ولمّا كان اسماعيليو "آل-موت" يهدفون إلى إحلال الإمامة الحقيقية، كانت أعمال الاغتيال التي قام بها فدائيوهم تندرج في إطار الجهاد ضد مغتصبيها. ولا يمكن أن يكون السبب الكامن وراء هذه الأعمال ما ذهب إليه بعضهم من أنه مجرد سعي وراء الجنة التي تذوقوا طعمها عندما أدخلهم "شيخ الجبل" إلى "جنته" المزيفة تحت تأثير الحشيش.
لتحميل الكتاب كاملاً - أضغط على الرابط التالي-