النبوءة والسياسة الانجيليون العسكريون في الطريق إلى الحرب النووية
تأليف: جريس هالسل
ترجمة، تحقيق: محمد السماك
160 صفحة
الطبعة: 2
مجلدات: 1
الناشر: دار الشروق
تاريخ النشر: 01/12/2003
بعض الاعتقادات تدوم ولكن ذلك لا يعني أنها صحيحة، وبعض القواعد تتجذر ولكن ذلك لا يعني أنها عادلة، وبعض التقاليد تتأصل ولكن ذلك لا يعني إنها ضرورية، ثمة اعتقادات وقواعد وتقاليد تستمد ديمومتها من قدرتها على الاستمرار وليس من صحتها أو من عدالتها، أو من ضروريتها، فالأفكار أشبه ما تكون بالفيروسات، فهي تعيش وتنتشر عندما تجد استعداداً لتقبلها وهي تموت وتندثر عندما تواجه مناعة ترفضها وتقطع تواصلها. وما ينطبق على الأفراد ينطبق على المجتمعات فالأفكار تتسرب إلى العقول عندما تطرح من مجتمع ضعيف المناعة، وغير محصًن ذاتيا ضد ما تحمله من قيم ومبادئ.
من هنا تبرز خطورة الأفكار التي تطرحها الحركة الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة الأميركية، ومن هنا تظهر أهمية هذا الكتاب الذي يعرض للمنطلقات الفكرية لهذه الحركة، وللمنظمات الدينية التي تعمل تحت ظلال كنسية للترويج لأفكارها التي تسيطر على قطاع واسع من المنابر الإعلامية الأميركية، وعلى عقول كبار من المسؤولين الأميركيين في البيت الأبيض والبنتغون. وتكون بالتالي ضميراً دينياً سياسياً اجتماعياً بوجوب دعم إسرائيل تحقيقاً لنبوءات مستخرجة من التوراة بما يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل في فلسطين وفي الوطن العربي...
ولذلك يفسر الكاتب التوراتي الأميركي "هال ليندسي" تاريخ الشرق الأوسط والعالم كله في كتابه "الكرة الأرضية العظيمة السابقة" بقوله: "عن دولة إسرائيل هي الخط التاريخي لمعظم أحداث الحاضر والمستقبل". كما وتكمن أهمية هذا الكتاب في أن كاتبته السيدة "غريس هالسل" هي من بيت مسيحي إنجيلي معروف من الولايات المتحدة، وقد تعرفت على الحركة التدبيرية عن قرب، حاورت قادتها وفلاسفتها، زارت فلسطين المحتلة عدة مرات ضمن جولات دينية ومؤسسات، كنائس، تتفانى في العمل من أجل مصلحة إسرائيل، وهدفها تحقيق النبوءات التوارثية التي تمهد لعودة المسيح، وتبين هذه الدراسة أيضاً كيف تعمل هذه المؤسسات والشخصيات داخل الولايات المتحدة، كيف تجمع الأموال وكيف تثير الرأي العام، وكيف تدافع عن مصالح إسرائيل، وكيف تنسق مع الحكومة وتبين هذه الدراسة كذلك، إن هناك كنائس مسيحية كاثوليكية في الدرجة الأولى وحتى كنائس إنجيلية تنبذ هذه الأفكار وتعتبرها دخيلة على المسيحية ومفوضة لأركانها الإيمانية، وبسبب ما يطرحه هذا الكتاب من أفكار، وما يلقي الأضواء عليه من صراعات بين هذه الحركة والكنائس المسيحية غني "محمد السماك" بترجمته حتى يقف كل من هو في موقع المسؤولية المباشرة أو غير المباشرة في العالم العربي، أمام الحقائق الموضوعية الثابتة التي يتضمنها. إن هذا الكتاب يمكن أن يشكل مصباحاً في طريق العاملين من أجل تطويق خطر هذه الحركة الدينية ليس فقط على السلام في العالم العربي، إنما على السلام في العالم كله.
الناشر:
قامت في بريطانيا أولاً، ثم في الولايات المتحدة، حركات دينية مسيحية إنجيلية، أهمها وأقواها هي الحركة التدبيرية Dispensationalism. وهذه الحركة تؤمن بأن الله هو مدبّر كل شيء. وأن في الكتاب المقدّس-وخاصة في سفر حزقيال، وسفر الرؤيا وسفر يوحنا-نبوءات واضحة حول الوصايا التي يحدد الله فيها كيفية تدبير شؤون الكون ونهايته: عودة اليهود إلى فلسطين، قيام إسرائيل، هجوم أعداء الله على إسرائيل، وقوع محرقة هرمجدون النووية، انتشار الخراب والدمار ومقتل الملايين، ظهور المسيح المخلص، مبادرة من بقى من اليهود إلى الإيمان بالمسيح، انتشار السلام في مملكة المسيح مدة ألف عام، وعندما تضم هذه الحركة أكثر من أربعين مليون امريكي، وعندما يكون من بين أعضائها الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، وعندما تسيطر الحركة على قطاع واسع من المنابر الإعلامية الأمريكية وبصورة خاصة المتلفزة، وعندما يشارك قادتها كبار المسئولين الأمريكيين في البيت الأبيض، والبنتاغون، ووزارة الخارجية، في صناعة قراراتهم السياسية والعسكرية من الصراع العربي-الصهيوني.
عند ذلك، تصبح دراسة هذه الحركة-التي تتوسع باستمرار والتي تستقطب حركات دينية أخرى داخل وخارج الولايات المتحدة-ضرورة وواجباً.
لتحميل الكتاب كاملاً - أضغط على الرابط التالي-