هذا هو الإنسان
تأليف: فريدريش نيتشه
ترجمة، تحقيق: علي مصباح
166 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
الناشر: منشورات الجمل
تاريخ النشر: 01/06/2003
"أطالبكم أن تضيعوني وأن تجدوا أنفسكم" بهذه العبارة يطالب "فريدريش نيتشه" قارئيه أن ينكروه وأن يجدوا أنفسهم. فكيف لقارئ نيتشه أن يجد نفسه وسط كتاباته وهو يقول أن من يعتقد أنه فهم شيئاً من كتاباتي فقد فهم مني ما فهم طبقاً لصورته الخاصة. أمسك "فريدريش نيتشه" بمعول لينقض على ما هو قديم وبال فأتى على كل الصروح التي أقامها العقل الإنساني وأضفى عليها قدسية بالغة وها هو يتابع طريق "زرادشت" الذي أراده أن يكون كتاب أعالي يبدو الواقع الإنساني رابضاً على مسافة خيالية تحته لكن من يتلكم هذه المرة هو الإنسان وليس البني، وهو كائن مسخ ملفق من خليط الأمراض وإرادة السلطة.
لكنه رغم استيائه نجده يمضي مع فاغنر باحثاً عن الحبور والصدف القدسية، حيث الموسيقى هي الحشيش الذي يلجأ إليه كي يتخلص من عبء ضغط شديد يثقل كاهله، وفاغنر هو السم المضاد لكل ما هو ألمانى. إن ما يدعو إلى التوقف عنده هو فلسفة نيتشه التي تجسد القوة والتمرد والتي ربما كانت صدى أو انعكاساً لحياته القصيرة وما الفيلسوف إلا فكرة فقد أصيب بالزهري وهو في عمر الثانية والثلاثين فحكمه صداع وضعف في البصر وأضطر أن يعتزل العمل كي يتفرغ لمصارعة مرضه ولم ينقطع أثناء ذلك عن أعمال الفكر حتى أصيب بالفالج قبل أن يلقى حتفه، وقد القى هذا المرض بظله الثقيل على هذا الفيلسوف الذي دفع ثمناً باهظاً للحظات من السعادة نقصهما هنا وهناك.
المؤلف:
أعرف قدري. ذات يوم سيقترن اسمي بذكرى شيء هائل رهيب، بأزمة لم يعرف لها مثيل على وجه الأرض، أعمق رجّة في الأرض، أعمق رجّة في الوعي... فأنا لست إنساناً، بل عبوة ديناميت. لا أتحدث البتة إلى كتلة الجماهير. وأشد ما يخيفني هو أن يكرّسني الناس ذات يوم كقداسة: بإمكان المرء أن يخمن السبب الذي يدفعني إلى نشر هذا الكتاب قبل أن يحصل ذلك الأمر، سيكون عليه أن يحميني من أي استعمال شنيع سيئ العواقب. لا أريد أن أكون قديساً، بل أفضّل أن أكون مهرجاً... ولعلني بالفعل أضحوكة. ومه ذلك؟... فالحقيقة هي التي تنطق من خلالي. لكت حقيقتي فظيعة، ذلك أنّ الكذب هو الذي ظل يدعي حقيقة حتى الآن.
مـن هنــــا
(1)
-
(2)