الفكر الأخلاقي المعاصر
تأليف: جاكلين روس
ترجمة، تحقيق: عادل العوا
144 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
الناشر: عويدات للنشر والطباعة
تاريخ النشر: 01/09/2001
الأخلاق تفكير حيّ متطور لأنه دائب الاتصال بنشاطي النظر والعمل، القول والفعل. وكلا النظر والعمل يجري في زمان هو حياة الفرد بوصفه عقلاً مبدعاً، وحياة الناس بوصفهم أعضاء في مجتمع ذي حياة وتطور، أي تاريخ. هنا ندرك منطلق هذا الكتاب وغرضه. ذلك أنه يتصدى لبحث الفكر الأخلاقي المعاصر بحثاً فلسفياً متعمقاً وشاملاً بآن، يتضح موقع هذا البحث من النشاط الفلسفي في أنه جاء ساعياً لإتمام سلسلة بحوث قديمة وحديثة عن النظر الفلسفي إلى المشكلة الأخلاقية. فهو ينهل من آثارها ولا سيما من تأثير (كانط)، بقبول هذا التأثير أو رفضه أو تعديله. ويختار التمهل عند طائفة من أبرز مفكري الأخلاق المعاصرين. ويتضح اتسام هذا البحث بالتعمق من إلحافه الموصول على تمييز الأخلاق العفوية عن الأخلاق النظرية، ذلك من باب الاصطلاح الذائع القول بأن الأخلاق-أو الممارسات الأخلاقية-هي جملة الآداب والأعراف والتقاليد والأمثال التي يقرّها مجتمع في وقت معين ويتخذها ملهم السلوك وفق الطبيعة الطبيعية أو الطبيعة الاجتماعية المرموقة، ذلك أن مصدر تفكير من الدرجة الثانية، أي فلسفة، أو تفكيراً في التفكير العفوي.
انطلقت المؤلفة من الإلماع إلى أشهر المؤثرات التي نفذت إلى الأخلاق النظرية المعاصرة، واستخلصت مبادئ متجددة تنم عن تقهقر جزئي للأنموذج الأخلاقي القديم، المبني على أساس أن الأنساب لها الدور الأساسي في بناء الأخلاق.
وقد توسعت من ثم، بعرض وتصنيف المذاهب الأخلاقية النظرية المعاصرة في فصول تسعة متعاقبة شغلت القسم الأوفى من الكتاب، وأتبعت ذلك بقسم خاص بالأخلاق النظرية التطبيقية عالجت فيه مشكلات حاضرة حادة بل خطرة، بعضها يتصل بالسلوك العلمي في مجال الحياة وزرع الأعضاء، وتحسين النسل، ومداولة المؤرّثات، وبعضها يتصل بالسلوك في مجال الطبيعة الطبيعية أو البيئة والتلوث، وأخيراً في مجال الإعلام الجماهيري والسياسة الشمولية.
وهي في هذا كله شديدة الجذل "لعودة الفكر العالمي إلى مسرح الأخلاق النظرية" حتى في المجالات التطبيقية، لأن هذه العودة هي انبعاث متجدد للنشاط الأخلاقي اللازب لكل مجتمع، وكل امرئ يطيب له الاتسام بسمة الإنسان والإنسانية... وصفوة القول، الأخلاق، على صعيد الفكر، وعي فهم وسلوك، وهي إنفاذ غرض مرموق، ومسؤولية شاملة النظر والعمل. و"الفكر الأخلاقي النظري المعاصر يستيقظ يقظة تامة بعد نقاهة نوم أو صمت" ولنعمَ يقظة يحمل لواءها علم جليل، هو علم الحرية.
الناشر:
كل شيء اليوم يبدو أنه يعلن العودة إلى الفلسفة الأخلاقية النظرية: نمو تيارات فكرية جديدة، اعتراف بالجدل الأخلاقي وتعدد المناقشات. وعلى هذا النحو يفيد التفكير القيمي والأخلاقي من عناية طريفة. أخلاق نظرية حياتية، أخلاق نظرية تجارية، إرادة إضفاء الصبغة الأخلاقية النظرية على الشؤون العامة، أو الشؤون السياسية، الأخلاق النظرية والمال... الخ: كل شيء يجري كما لو أن السنوات الراهنة كانت سني تجدد أخلاقي نظري، سنوات "سني الأخلاق" إذ يبدو لواء الأغراض القيمية بمثابة أقصى صورة لمجتمعاتنا الديمقراطية المتقدمة. أجل، إن الأخلاق النظرية تحتل "المنزلة الأولى" وإن الطلب الأخلاقي يبدو أنه ينمو نمواً لا محدداً. فكل يوم نجد قطاعاً جديداً من قطاعات الحياة ينفتح أمام مسألة الواجب.
لتحميل الكتاب كاملاً - أضغط على الرابط التالي
-