بؤس الايديولوجيا، نقد مبدأ الأنماط في التطور التاريخي
تأليف: كارل بوبر
ترجمة، تحقيق: عبد الحميد صبره
200 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر
تاريخ النشر: 01/01/1992
التاريخانية مذهب عريق في القوم. وهي في اقدم صورها، كما في القول بدورات حياة المدن والأجناس، سابقة بالفعل على النظرة النائية البدائية التي تقول بوجود أغراض مستترة وراء أحكام القدر. ورغم أن التكهن بوجود مثل هذه الأغراض ينأى كثيراً عن ظاهرها، ورغم أن التكهن بوجود مثل هذه الأغراض ينأى كثيراً عن الطريقة العلمية في التفكير، فقد امتدت آثاره من غير شك إلى أحدث النظريات المصطبغة بصبغة المذهب التاريخاني. وفي كل صورة من صور هذا المذهب تعبير عن الشعور بالانسياق نحو المستقبل بتأثير قوى لا تمكن مقاومتها لكن المحدثين من أصحاب المذهب التاريخاني لا يدركون، فيما يبدو، قدم مذهبهم. فهم يعتقدون بأن المذهب التاريخاني في صورته التي يأخذون بها هو آخر ما حققه العقل الإنساني من نتائج أكثرها جرأة، وأن هذا العمل العظيم باهر في جدته، بحيث لا يقوى على إدراكه إلا القليلون بل يعتقدون أنهم هم الذين اكتشفوا مشكلة التغير-وهي من أعرق المشكلات التي تناولتها الميتافيزيقا النظرية-هكذا يمضي كارل بوبر في كتابه هذا في نقد مبدأ الأنماط في التطور التاريخي. فالدعوى الأساسية فيه هو قول بوبر بأن الاعتقاد بالمصير التاريخي مجرد خرافة، وأنه لا يمكن التنبؤ بمجرى التاريخ الإنساني بطريقة من الطرق العلمية أو العقلية. ويعتبر كارل بوبر أحد أهم الذين أثروا في وجهة الفكر الاجتماعي والسياسي المعاصر. فقد جاءت أراؤه لتكسر القوالب التي اتسم بها الفكر الغربي لمدة تزيد عن قرن من الزمن.
وهذا الكتاب هو أحد أعماله البارزة في نقد الآراء القائلة بوجود "قوانين" يسير التطور التاريخي وفقاً لها. فالأفكار التي زعم أصحابها إمكان التكهن بالمستقبل، لم تقتصر على فيلسوف أو اثنين، بل شملت لائحة تمتد من هير قليطس إلى كارل مانهايم وأرنولد تويني، مروراً بأفلاطون وهيجل وماركس وأوجست كونت وستيرارت مل وستبنجلر. ولئن درس بوبر مناهج العلوم الاجتماعية، مقارناً إياها بمناهج العلوم الطبيعية، فهو صحيح أخطاء شائعة عن المناهج، وميز بين التنبؤ والنبوءة، متوقفاً عند التفسير التاريخاني والنزعة الكلية ووحدة المنهج في العلوم.
لتحميل الكتاب كاملاً - أضغط على الرابط التالي
-