حرب يوم الغفران: الواقع يحطم الأسطورة، مذكرات إيلي زعيرا، رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية
تأليف: إيلي زعيرا
360 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع
تاريخ النشر: 01/01/2000
في مذكراته هذه يقول إيلي زعيرا، رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية بأن الأول من أكتوبر من العام 1973 كان هو اليوم الذي عُيّن فيه رئيساً لشعبه المخابرات في جيش الدفاع الإسرائيلي. وبعده بستة أيام نشبت حرب عيد الغفران (حرب تشرين). وبعد ذلك ببضعة شهور أوصت لجنة التحقيق الحكومة برئاسة رئيس المحكمة العليا الدكتور شمعون اجرانات، بنقل رئيس هيئة الأركان الفريق ديفيد اليعازر، وقائد المنطقة الجنوبية اللواء شموئيل جونين ورئيس شعبة المخابرات العسكرية اللواء إيلي زعيرا ومساعد رئيس شعبة المخابرات العسكرية للبحوث العميد أرييه شيلو؛ من مناصبهم. ولقد برأت تلك اللجنة من أي تهمة ومن أي عقوبة، ساحة كبار القيادة السياسية، رئيسة الوزراء جولدامائير ووزير الدفاع موشيه ديان، إلا أن الشعب رفض هذا الحكم الذي كانت تشوبه الكثير من الشوائب، وأجبر الضغط الجماهيري كلاً من جولدامئيير وموشيه ديان على الاستقالة.
ولكن الحكم الذي أصدرته لجنة أجرانات ظل على ما هو عليه ولا يزال لبنة أساسية في الأسطورة الوطنية الني نشأت وراجت في إسرائيل حول حرب الغفران. وذاك لأنه من الصعب تفنيد ونسف أسطورة قومية في أي بلد. ويضيف ايلي زعيرا بأن كان من السهل بل من المريح ومقابل تأكيد هذه الأسطورة، للزعامة السياسية أن تجد كبش الفداء الذي يعلقون على رتبته أعباء خسران هذه الحرب، فكان هو هذا الكبش حيث همست الزعامة السياسية للشعب والذي لم يفق بعد من صدمة الحرب "لو أن رئيس شعبة المخابرات العسكرية كان قد قال أن احتمال الحرب كبير، لسار كل شيء على ما يرام".
من هذا المنطلق، ولتبرئة نفسه كتب ايلي زعيرا مذكراته هذه في وقت متأخر جداً عن هذه الحرب، حيث كان من الصعب نشرها في أوانها لأسباب عدة أهمها المسؤولية الوطنية التي تحرم نشر الوثائق العسكرية إلا بعد مرور عشرين عاماً، وثانيها الانتظار لحين امتلاكه للأدلة والوثائق المناسبة. والآن وبعد مرور عشرون عاماً وبعد أن أصبحت لديه الأدلة القوية والوثائق المناسبة يصور كتابه هذا الذي يتضمن تحليلاً موضوعياً للأحداث التي سبقت حرب عيد الغفران، وكذلك تحليلاً موضوعياً للأحداث التي وقعت خلال هذه الحرب. مثبتاً بأن هناك أخطاء استراتيجية وفادحة للغاية ارتكبتها الزعامة قبل الحرب، ومضمناً كتابه هذا نقداً لاذعاً موجهاً إلى بعض الوزراء وبعض قادة الجيش، وتجدر الإشارة إلى أن نقد ايلي زعيرا هذا كان مرتكزاً على وثائق وأدلة كتابية.
إلى جانب ذلك أورد صاحب المذكرات تقديرات الموقف التي قدمها من يشغلون المناصب الرئيسية في هيكل الدفاع في عام 1973، واعتباراتهم وقراراتهم بالنسبة لأمن دولة إسرائيل، وكل هذا مدعوم بالوثائق الرسمية. وتكتسب هذه المذكرات أهمية، رغم مرور الزمن عليها، تكتسب أهميتها بكونها تكشف عن ادعاءات الساسة الإسرائيليين وعن أخطائهم التي بالإمكان استغلالها عند مواجهتهم، وعند التفكير مليّاً بأسطورتهم المزعومة "القوة التي لا تقهر".
لتحميل الكتاب كاملاً - أضغط على الرابط التالي
-