الاثنين

مذكرات سعد زغلول


مذكرات سعد زغلول

تُعتبر مذكرات سعد زغلول من أهم المذكرات السياسية ربما على مستوى العالم العربي بأكمله، إذ تنبُع أهميتها من كونها مذكرات حقيقية، كتبها زغلول بشكل شبه يومي ولاستخدامه الشخصي، وليست للنشر، وبالتالي فهي ليست "ذكريات"، أي مثل تلك التي كتبها معظم الساسة العرب بعد انتهاء الحدث وبأعصاب باردة، وبمونتاج مختلف، تغلفها أطياف البطولة. من هنا تأتي أهمية مذكرات سعد زغلول، التي لم يكتب فيها عن معاركه السياسية فحسب بل لم يستنكف أن يكتب فيها عن أوقات أزماته المالية، وخلافاته الزوجية، وحتى لعبه القمار.
وأثار نشر المذكرات معركة فكرية مهمة آنذاك بين رمضان وعبد الخالق لاشين، حيث درس لاشين من قبل سعد زغلول في رسالتيه للماجستير والدكتوراه، وانتهى إلى تحليل شخصية زغلول بالبراجماتية والانتهازية وسرقة مشاعر الجماهير.
وشهدت الساحة الفكرية مجادلات عنيفة بين رمضان ولاشين حول سعد زغلول والمذكرات وحول فكرة الزعامة وتوظيف التاريخ في السياسة، ولاسيما أن فترة الثمانينيات شهدت عودة حزب الوفد إلى الحياة السياسية من جديد رافعًا صورة سعد زغلول.
ولعل هذا الجدل، الذي أراه مثمرًا في حد ذاته، هو الذي دعا المرحوم الصديق أحمد عبد الله إلى عقد ندوة تاريخية شهيرة حول الموضوعية في الكتابة التاريخية، بدأها بمقولة "الاحتراب بالتاريخ" شارحًا مفهومه حول المبارزون بسيوف صُنِعت من تاريخ.


من هنــــا

-