الاثنين

فالنتين جريجوريفيتش راسبوتين

المهلة الأخيرة فالنتين جريجوريفيتش راسبوتين
-اشرف الصباغ

فى رواية "المهلة الأخيرة" يطرح راسبوتين نموذجه المحبب العجوز "أنَّا": امرأة عجوز تحتضر، ومرضها هو الشيخوخة، تقيس الزمن بعمر الأولاد وعددهم، يعذبها الانتظار وليس الاحتضار أو الموت، انتظار الأبناء الذين حضروا جميعا ماعدا تانيا أو تانشورا. ويطرح أيضا نموذج العجوز "ميرونيخا" التى ملت الانتظار، ولم يعد فى حياتها سوى بقرتها، لأن الأولاد فى سن معينة لا يسألون عن الأمهات والآباء إلا إذا ساءت أحوالهم: أحوال الأبناء. فى خضم الاحتضار والذكريات وتفاعل الطبائع البشرية تتكشف أحط وأسمى ملامح الروح الإنسانية. هنا يجمع راسبوتين بين التحليل النفسى عند ديستويفسكى وبين السخرية المأساوية لدى تشيخوف حينما ينفعل "ميخائيل" أمام إخوته مثلما انفعل-منذ قرن تقريبا-"الخال فانيا" أمام البروفيسور "سريبرياكوف" ليظل الإنسان كما هو مهما اختلفت المراحل الزمنية أو الأماكن، وليظل يفعل دائما ما يخجله ويجعل الآخرين يخجلون منه، ولكننا نكتشف أن بسطاء الناس هم أقدرهم على تسليط الضوء على أعتم البقع فى الروح البشرية، وأقدرهم على فضح الطفيليات التى تسير على قدمين وتأكل وتشرب وتتحرك بيننا ولا نلاحظها إلا فى مثل تلك الحالات التى يضعنا فيها راسبوتين كما وضعنا فيها من قبل ديستويفسكى وتشيخوف، إنه إحساس فظيع بالخجل يواجهنا به ميخائيل مثلما واجهنا به من قبل الخال فانيا!



لتحميل الكتاب كاملاً - بيمين المؤشر حفظ بصيغة