التراجيديا والفلسفة
تأليف: والتر كاوفمان
ترجمة، تحقيق: كامل يوسف حسين
416 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
تاريخ النشر: 01/01/1993
الناشر:
إن أهمية الجهد الذي تضمه دفتا هذا الكتاب تنبع من طبيعة المشروع الذي يحاول المؤلف اجتراحه من ناحية، وطبيعة المرحلة التي تجتازها الثقافة العربية مع وصول هذا الجهد إلى يد القارئ العربي من ناحية أخرى.
والمشروع الذي ينجزه المؤلف هو، في حقيقة أمره، خطوة متقدمة في نقده للفلسفة التقليدية، تتجاوز ما أنجزه في كتابه "نقد الدين والفلسفة" وتضيف إليه، وصولاً إلى فهم أعمق للوضع الإنساني.
ويقوم المؤلف في إطار مشروعه هذا بمحاولة إرساء أصول فن شعري جديد، هو في جوهره طريقة نقدية جديدة لقراءة الآثار الأدبية والفنية، لا يمكن إى أن تثير الاهتمام بقدرتها الفذة لا على إيجاد إجابات جديدة على الأسئلة التقليدية فحسب، وإنما على تكريس قدرتنا على طرح علامات استفهام جديدة قادرة على التصدي للظلال التي تلقيها تطورات عصرنا.
والمؤلف يبدأ مشروعه بقراءة تسبق أفكار أفلاطون وتواكبها في معالجتها لوضع الشعراء التراجيديين في مدينته المثلى، وتجلل أسرار رفضه لهم، وينتقل إلى تشريح واف لكتاب (فن الشعر) لأرسطو، مبيناً مجموعة الأخطاء التي وقع فيها، والتي برغمها وربما بسببها لم يتردد الفيلسوف اليوناني في إصدار أحكام شديدة التعسف على الشعراء التراجيديين.
يتخذ المؤلف هذا كله زاداً يرتحل به في غمار جهده لإرساء فن جديد للشعر، وينطلق لأعمال المنهاج الذي يحاول تكريسه في مواجهة سوفوكليس وخاصة في "أوديب ملكاً" قبل أن يتصدى لمجمل إنجازات هوميروس واسخيلوس يروربيديس وأثر نيتشه على أعمال سارتر المسرحية، دون أن يدع الهوة الزمنية تشكل انقطاعاً فكرياً.
ويعمل المؤلف المنهاج ذاته في بحث العلاقة بين الفلاسفة وتراجيديات شكسبير، مركزاً على أرسطو، هيجل، هيوم، شوبنهور، ونيتشه وأخيراً ماكس شيللر.
يتوج المؤلف جهده بمحاول الإجابة عن السؤال الذي يدور حول ما إذا كانت كتابة التراجيديا عملاً ممكناً اليوم، متصدياً في غمار ذلك لأعمال هوخهوث، بريخت، وستايرون، ملقياًُ الضوء في النهاية على مفهوم الحداثة بالتشديد على "حداثة التراجيديا الإغريقية".
لتحميل الكتاب كاملاً - أضغط على الرابط التالي
-