السبت

النسيبة بت



النسيبة بت

تأليف: بلزاك
ترجمة، تحقيق: شهيد صقر - هنري زغيب
782 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
الناشر: عويدات للنشر والطباعة
تاريخ النشر: 01/01/1988

مثل معظم عناوين كتب بلزاك، "النسيبة بت" عنوان متواضع كأنه يشير إلى قصة صغيرة حميمة أو خاصة. وهكذا لا يلجأ بلزاك إلى العنوان الملحمي بل يرغب في الأسماء الشخصية والإيماءات العائلية والمحلية والأخلاقية أو الساخرة التي تبدو في الغالب كأنها تتعدى لعينات صغيرة في وسط الواقع والحياة: "الأب غوريو"، "كوديسار الشهير"، "الأوهام الضائعة"، "ربة وحي الإقليم". لكن عند القراءة ينقلب غالباً كل شيء فنشعر كأننا أمام لوحة جدارية أو أمام ملحمة. وانطلاقاً من هذا العنصر الأساسي للواقعية التي برزت نظريتها بدءاً من عام 1830 في ملحوظة في الطبعة الأولى لكتاب "مشاهد من الحياة الخاصة"، لم نعد هنا أمام رؤية خاطفة لباريس، من فوق، فبعد الفراغ من قراءة الكتاب تروح الرؤية تعلو وينكشف عالم بأكمله وينشأ. هذا من الطوابع المميزة لبلزاك، إنه ينطلق عادة من مشروع أقصوصة وعند التنفيذ يجمح عمله إلى اتخاذ أبعاده الحقيقية. أما "مدام بوفاري"، مثلاً، يمكن أن يقرأ -وهذا شكل من أشكال فهمه- من دون أن يتعدى حجمه حجم شخصية السيدة بوفاري وصورة للعالم تكون في أفضل حالاتها ساخرة وبلا معنى. أما "النسيبة بت" وهذا معناها- فتؤدي إلى تحديد المذهل والإحاطة به، هذا المذهل الذي وإن كان يفقد من قوته الإيحائية ولا يشكل سداً للعصور يمكن الركون إلى ظله للاستغراق في الحلم، لا يعدم كونه، يشبه الكارثة التي وقعت ما بين 1846 و1848، شيئاً شبه بصدع من صدوع التاريخ.

وبالعودة لمتن رواية "النسبية بت" نجد أنها رواية السلطان الجديدة، من هنا تبدو معبرة عن الحياة الباريسية، والحياة السياسية، وهي أيضاً وهنا غالباً أريد لها أن تصنف مأساة العائلة ومأساة الفرد وهنا تعبيرها عن الحياة الخاصة. إن صعود مكانة كروفيل وانتصار المال والتداخلات واستراتيجية السلطة ولعبة المعارضة السلالية وحضور الشعب وراء نعش العجوز الشجاع بعد تحية العامل الشاب، كل هذا يكشف بالتأكيد صفحة عريضة عن وجه التاريخ، تاريخاً يشكل من الآن وصاعداً تاريخاً "واقعياً" لمؤرخي فرنسا بقدر ما هو تاريخ لفرنسا التي اتسمت بالصبغة البلزاكية التي استقت مراجعها من عالم الرواية ذاته الذي يمدد الأبعاد ويفسر فرنسا لوي فيليب الباهتة الباردة التي تقلصت صورتها أقل بكثير من الصورة الأدبية. غير أ، نسيج بلزاك الذي يجمع دائماً بين التاريخي والخاص، بين المجموعة، والفرد، بين مشاكل الفرد ومشاكل المواطن، يجد هنا تحققاً إضافياً.


لتحميل الكتاب كاملاً - أضغط على الرابط التالي

-