السبت

فوضي المشاعر


فوضي المشاعر
ستيفان زفايج

روائي وقاص وكاتب سير العظماء، يتميز بالتحليل النفسي والغور في أعماق الذات البشرية بغية تسليط الضوء على نقاط ضعف ونقاط قوة الإنسان وقد برع في هذا الجانب من خلال مجمل ما خلفه من آثار.
يسعى زفايج من خلف كل هذا العمل وهذا الحديث الطويل إلي بيان أن الإنسان المتميز يبقى يتمسك بالنزاهة العامة في كل الأوقات، وحتى لو تجرد من حقوقه فإنه في آخر خطوات الألم والفاقة يحاول أن يبدع ويهب الآخرين شيئا ذا قيمة في الحياة سواء كان كاتبا أو شخصا عاما يتمتع بخصوصية في شخصيته. يروق لزفايج أن يسمي المبدعين بمختلف شرائحهم ب-بناة العالم- وهو يعني عالم الإنسان الداخلي الذي يبنيه هؤلاء في نفوس أبناء الحقب التاريخية، كما يمكن لهؤلاء أن يشوهوا أبناء هذه الحقب فيجعلوهم إنهزاميين، استسلاميين، جبناء. فيزرعو في نفوسهم الجبن والتسليم بالأمر الواقع تحت سياط التهديد والرعب. من هنا ينادي زفايج بثقافة اجتماعية عامة لمواجهة مثل هذه النماذج، وهو ذاته عانى بقوة من رعونة الحقبة النازية ودكتاتوريتها. عالَم هذا الكاتب هو شديد الخصوصية، والدخول فيه يشبه الدخول الى عالم الإنسانية الكبير، إنه يعي كل كلمة يكتبها بمسؤولية كبرى وقلق على مستقبل الأجيال. ليس بوسع المرء أن يقول كل ما يريد عن عالَم هذا الكاتب، فدوما هناك مايشبه التلميح والإيماء الذي يكتشفه القارئ ويستوعبه بنفسه. يبقى الأهم الذي لا يحكى ولا يكتب الذي يكتشفه قارئ الكاتب للمرة الأولى. اشتهر زفايج في الدرجة الأولى بكتابة دراسات تحليلية عن حياة المشاهير يعتمد فى تناوله للشخصية على التحليل النفسي وتعد دراساته في هذا المجال أحد المراجع التي يجد الدارس نفسه مضطراً لقراءتها، وهو حينما يتناول الشخصية لا ينسى بأنه روائي، فالنفس الرواوئي يطغى حتى على المشاهد التقريرية الخالية من أية تقنية فنية. ومن أبرز هذه الشخصيات التي تناولها: نيتشه، دستويفسكي، بلزاك، هودرلين، كلايست، رومان رولان، ستندال، ماري أنطوانيت، كازانوفا. وهو روائي وقاص من الطراز الرفيع يرسم أدق التفاصيل والحركات لأبطاله ويمكن اعتباره في صفوف المدرسة الرومانسية ومن أهم أعماله: فوضى المشاعر، 42 ساعة في حياة امرأة، الشفقة الخطيرة، أموك، رسالة حب من امرأة مجهولة، الحب الجنوبي، قلوب تحترق، ماري أنطوانيت، بالإضافة إلى مسرحية واحدة هي: بيت على شاطئ البحر. ولكن ماهو ملفت للنظرأننا - وبعد قراءة هذه الأعمال - نتعلق بهذا الروائي وبشخوصه ونتعلم منهم ونتحدث عنهم للآخرين، وبعد أيام قليلة ننسى كل شيء، بل وننساه، وربما هذا هو السبب الذي يكمن خلف عدم الاهتمام بهذا الكاتب وعدم تناول أعماله في وسائل الإعلام بالصورة التي يستحقها. إن المتعة تكون بنت اللحظة، وبعد ذلك يتم نسيان كل شيء، ويتجسد هذا في روايته-فوضى المشاعر- وما أن تبدأ في الصفحة الأولى من الكتاب حتى تتعلق به وتراك تتابع وتقلب الصفحات بمتعه بالغة، وهو ويذكر القارئ العربي بعبد الحليم عبدالله ورواياته الممتعة الغارقة في الرومانسية. إن لقراءته نكهة خاصة قلما نعثر علهيا لدى غيره، ولاشك أن من يقرأها تنتظره مفاجآت سارة وساعات عظمية لأن متعة القراءه الأولى لدى هذا الكاتب لاتضاهيها أيه متعة بعكس بعض الكتاب الذين لايقدمون متعة إلا في القراءات التالية لأعمالهم. أمام زفايج تشعر بأنك أخذت كل شيء من القراءة الأولى ولذلك فلا تغريك قراءة ثانية لنفس العمل. القراءة الأولى هي قراءة الاكتشاف والدهشة والمفاجآت والشرح لمعظم النوازع البشرية وكان ينظر إلى يوم يعم فيه السلام على هذا العالم ويكف الإنسان فيه عن الاعتداء على أخيه الإنسان في عالم حميم كأنه بيت واحد للأسرة الإنسانية.


لتحميل الكتاب كاملاً - أضغط على الرابط التالي


-