الثلاثاء

الكتاب: الإنسان المهدور




الكتاب: الإنسان المهدور

- المؤلف: مصطفى حجازي
- عدد الصفحات: 350
- الناشر: المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء/ المغرب

"الإنسان المهدور " ذاك كان عنونا كتابا شيق للدكتور مصطفى حجازي ويتناول هذا الكتاب الذي هو جزء من سلسة طويلة من المشروع الفكري للدكتور حجازي وهي تتناول الإنسان العربي وحياته بكل أحوالها وقد بدء هذا المشروع منذ نهاية السبعينات في القرن الفائت بكتاب لا يقل أهمية عن هذا وهو كتاب سيكولوجيا الإنسان المتخلف .في هذا الكتاب يسلط الكاتب الضوء عن موضوع هدر الإنسان وهدر الفكر في أنظمة الهدر التي نعيش نحن في ظلها .يقول الكاتب تعرفي بكتابه "إن الموضوع الذي يعنينا في هذا المقام هو هدر الإنسان تحديدا بمعنى التنكر لإنسانيته و عدم الاعتراف بقيمته وحصانته وكيانه وحقوقه "وهذا يوضح السياق الذي يريد الكاتب إكمال دائرته التي بدئها في تحليله العميق ل سيكولوجيا التخلف والإنسان المقهور .وفي هذا الإطار الذي يؤسس على قراءة تحليلية للواقع الإنساني للإنسان العربي الذي يعيش فيه.يبدأ بتعريف مؤسس للتحليل الفكري عن القهر وهو أن القهر لغة هو الغلبة أو أخذ الشيء من فوق بدون رضى الأخر .وينتقل لوضع مفهوم عن الهدر الذي هو أوسع مدى من القهر بحيث يكون القهر جزء منه فالهدر يبدأ من هدر الدم أي استباحة دم الأخر باعتباره لاشيء وباعتراف مشروط لإنسانيته لأنه لا يكون إنسان إلا بشروط يحددها شخص ما قاض او فقيه او شيخ عشيرة أو رئيس مخابرات نظام ما .وإلا فهو خارج هذه الشروط لاشيء ودمه مباح .و للهدر أشكال وأطوار و نتائج ففي ظل الهدر ينتج فكر انفعالي وليس فعلا فكريا وهذا من أولى الملاحظات على المجتمعات المهدورة هو غياب الفكر التحليلي النقدي وقيام فكر انفعالي بدلا عنه ينفعل بالحدث ويفور ويخبو من جديد بعدها .في تسود سيطرة للعقل في الدول المتقدمة شرقا وغربا معتمدة على هذا عقل تحليلي نقدي وهذا العقل هناك يفق عند ثنائية هامة هي التفكير والفعل حيث سادت سمة التفكير في العقل الأوربي اللاتيني فأنتج اكبر النظريات الفلسفية في الغرب والفكر في حين سادت سمة الفعل في الحضارة الأنجلوسكسونية(بريطانيا ألمانيا الولايات المتحدة) فتظهر تلك السمة العملية في الفكر والعقل هناك .في حين نسقط نحن في الانفعال والرد المليء بالعواطف الغاضبة التي تفرغ ثم نعدو نمارس ما كنا عليه . نحن ننفعل مع الأخر ومع انفسنا و لا نتفاعل فنحن نحيا في ظل ثلاثية راقدة على عقولنا هي الاستبداد , العصبيات , الأصوليات و تلك الثلاثيات تفرض علينا الحياة ضمن حدود تاريخ الاستبداد والعيش في فردوس الماضي المفقود الذي لم يعد له وجود وعلى رأي الجميع هنا لن تصلح هذه الأمة إلا بما صلح به أولها وهذا العودة للماضي الكامل هي من تشغل الأغلب الذي لا يعتقدون بوجود مستقبل ما وهذا يوضح المنحى الاخر الذي يسر فيه البحث في هدر الإنسان لآن تلك الأنماط التفكيرية التي وردت أنفا هي تمثل غياب لعقل استراتيجي يحلل ويفكر ويستشرف المستقبل فيسقط الإنسان المهدور في فكر تدبير الحال ومدارة الحاضر دون التفكير بتحديات المستقبل وهكذا ينتج فكر عربيا لا استراتيجي يهتم بتدبير الحال مقابل فكرا استراتيجي يهتم بالمستقبل وهذا على حد قول الكاتب يرسم صورة محزنة لآمة تدبر حالها يوما بيوم .بينما هناك من يتربص بها وبمستقبلها ويخطط كثيرا لذلك .ويقف الكتاب ليتسأل هل للهدر فكرا ؟ويذكرنا بحقيقية بديهية هي أن الفكر نتاج لعملية التفكير ويخدم غاية كبرى هي سيطرة العقل على العالم وظواهره وصولا لصناعة المصير الاجتماعي وهكذا يصل الهدر إلى فقدان السيطرة وإفلات زمام تسيير الحاضر واستشراف المستقبل وهكذا يهدر الكيان الإنساني إلى مستوى النشاط العصبي البيولوجي لإشباع حاجات البقاء فقط فيقتصر نشاطنا العقلي فقط على مستوى المعيش وحده والسعادة بالرضى بتحقيق المتطلبات الدنيا والسعادة بها وطبعا يستمر البحث في التعمق ولكن سنقف نحن هنا في محاولة لمقاربة هذا الكتاب الذي يختص بنا فعلا ويسلط الضوء على ما هدر منا .



لتحميل الكتاب كاملاً - أضغط على الرابط التالي

-