الآخرون
تأليف: صبا الحرز
287 صفحة
الطبعة: 1
مجلدات: 1
الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر
تاريخ النشر: 01/07/2006
"ولهذا كانوا طابوراً أدخله من بابي الأمامي، وأتحول بدوري باعثاً للفرجة، متحف وبضع لوحات معلقة جميلة، سلم دوّار يثير الدوخة، قطع لعبة بازل مبعثرة.. أي شيء يترك أثراً حسناً لكنه مضجر في حال استمراره، محل بليد، سهل التشرب، قابل للنسيان، المهم أن ينتهي الطابور بالباب المقابل، حيث لا يافطة تفيد: مَخرَج، الباب الذي يؤدي دوره باتقان لا يملك غير جهة واحدة، الخارج فحسب، قلّة بل أقل من القلة، أولئك الذين اخترقوا قانوني الخاص، وبمرور الوقت كانت الدور السفلية مني تتحول مكبّاً بشرياً. الآخرون حين يصيرون جثثاً مقيمة فيّ ومتعفنة، يأبون أن يغادروا ويأبون أن يتركوني بسلام، ينسون أدوارهم، ربما تقمصوها أكثر مما يستلزم الأمر، أو أنهم لم يفطنوا لها منذ البدء. في الليل يصير الوضع لا يطاق، الزعيق والهرش والتكدس وإعادة رسم الحدود لسطوة كل واحد منهم على جزئه الخاص من مساحتي. كنت أفضل الغبار وبيوت العناكب على جرذان تعترض قلبي من دون هوادة وتخلق شظايا الخشب في كل مكان. ضي كانت إحدى معجزاتي. أو بالأحرى ما حسبته معجزتي. لم تأت من باب لأخرجها من آخر، ربما من العلية، متزحلقة على الدرابزين أو متعلقة بالسقف. كفتا الميزان في يدي كانتا ساكنتين سكوناً تاماً، في حين كانت ضي تجيد المرجحة، وشقلبة الأمور رأساً على عقب، وافتعال سلسلة طويلة من ردود الأفعال للفعل الوحيد الضامر الذي كنته. فيا لوقت الوجيز الذي كنا فيه جديتين كفاية لأخبرها أنه صار حرياً بها أن تغادر، كانت تبدو حزينة جداً على نحو مفاجئ، لتشير شفقتي عليها، لم يعد الفرق كبيراً بعد كل هذا، ولذا طال مكوثها إلى أن باتت مرضي. نعم، مرضت بكائن اسمه: ضي!".
تتعقب الكاتبة تجربة فتاة مثلية، تسبر أغوارها وتكشف أسرارها من خلال هذا العمل الروائي الجريء. تمضي الروائية في استرسالاتها معرية عوالم تلك النماذج وكاشفة عن مدى معاناة شخصيتها المحورية التي تمثل إحدى النماذج تلك والتي تنوء بأمراض نفسية ساقتها إلى ذاك الطريق والذي أبت الكاتبة إلا إنقاؤها منه في نهاية المطاف لتعود كائنة طبيعية لها كما لغيرها من النساء، عواطفها التي تسير في مسارها السليم.
لتحميل الكتاب كاملاً - أضغط على الرابط التالي
-