الأربعاء

الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية



الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية

تأليف: نجدة صفوة
3454 صفحة
الطبعة: 3
مجلدات: 6
الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر
تاريخ النشر: 01/01/2001
اللغة: عربي

إن الوثائق، بصورة عامة، تعد أهم المصادر في دراسة التاريخ، ولعل أدق ما يوصف به التاريخ، باعتباره علماً، هو أنه من "العلوم الوثائقية" أي العلوم التي تعتمد على ما خلفه الماضي من وثائق، سواء أكانت بقايا مادية، أم مدونات تاريخية، والوثائق بالتعبير الأكاديمي عن "المصادر الأولية في دراسة التاريخ والتفرقة بين المصادر الأولية والمصادر الثانوية دقيقة وأحياناً غير واضحة، وقد تكون الصفتان متداخلتين في مصدر واحد، ومهما يكن من أمر، فلا يمكن اعتبار أية دراسة تاريخية لا تستند إلى الوثائق في حالة توافرها، مما يمكن الاعتماد عليه والركون إلى صحته من الدراسات.

هذا وتعدّ الوثائق البريطانية من أغنى المجموعات التي تحتفظ بها أية دولة من الدولة كما أنها تعد أغزر مرجع عن الجزيرة العربية منذ بداية القرن العشرين، نظراً لعلاقة بريطانية الوثيقة بشؤون الجزيرة العربية، ودورها المهم في الخليج العرب وإماراته، فضلاً عن العراق ومصر، وتضم هذه الموسوعية "الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية" ترجمة لأهم الوثائق البريطانية التي تفصح عن سياسة بريطانية ومواقفها وأعمالها منذ بداية سنة 1914 التي نشبت خلالها الحرب العالمية الأولى، وكانت بداية جهد جديد في تاريخ المنطقة كلها، وهي تحتوي أيضاً على تقارير الممثلين البريطانيين ومراسلاتهم، ليس عن صلات بريطانية بهذا القطر العربي أو ذاك فقط، بل عن الأحوال الداخلية في تلك الأقطار، ومن اتصالاتهم مع حكامها، ومحادثاتهم معهم.

وكانت هذه الوثائق محاطة بسرية تامة نظراً لأن القانون البريطاني كان يحتم لقاءها مغلقة لمدة خمسين عاماً، ولكن هذه المرة خفضت في سنة 1967 إلى ثلاثين عاماً، ولذلك أخذ الباحثون والمؤرخون يتدفقون على مركز حفظ الوثائق بلندن للإطلاع على أحدث ما فتح من الوثائق البريطانية، وقد روعي في اختيار الوثائق أن تقدم صورة متسلسلة ومترابطة بقدر الإمكان لأهم الأحداث نجد والحجاز في سنتي 1914 و 1915 أي قبل توحيدها تحت اسم "المملكة العربية السعودية" في سنة 1932، وقد حرص لخبرة فتحي صفوة أن لا تكون المجموعة تكديساً لوثائق فنية، خرساء، جمعت بين دفتي كتاب قد يفيد منه الباحث أو المؤرخ، ولكنه لا يستهوي القارئ إليه، ولذلك حاول أن يجعلها، في الوقت نفسه، كتاباً يستطيع أن يقرأه ويستمتع به القارئ العادي الذي يهتم بتاريخ الوطن العربي وأحداثه الغريبة لفرض الإطلاع وطلباً للمقدمة، فضلاً من كونه مرجعاً لا غنى عنه للباحث المتخصص.

ويحتوي الجزء الأول على الوثائق الخاصة الجزيرة العربية (نجد والحجاز) في سنتين 1914-1915 مترجمة ترجمة وثيقة دونما حذف ولا تصرف، وسيختص الجزء الثاني من السلسلة بوثائق سنة 1916، وهي السنة التي قامت بها الثورة العربية الكبرى، ولما كانت هذه السنة التي قامت فيها الثورة العربية، ولما كانت هذه السنة من أهم السنوات في تاريخ الجزيرة العربية، إذ حفلت بأحداث تعد من أخطر ما مر بها، فقد خصص الجزء الثاني برمته لهذه السنة، وأما الجزء الثالث فقد تضمن أهم الوثائق الخاصة بالعامين 1917-1918 وهي عبارة عن الكتب والبرقيات المتبادلة بين الجهات البريطانية المعنية في جدة والقاهرة والبصرة وبغداد ولندن والهند وعدن حول شؤون المنطقة وتطور العمليات العسكرية للثورة ومراسلات الملك حسين وأولاده مع المسؤولين البريطانيين، أما فيما يتعلق بنجد فيحتوي (الجزء الثالث) على الوثائق المتعلقة بأمير نجد عبد العزيز آل سعود والمراسلات معه، ومع الجهات المعنية حول علاقاته بابن رشد والملك حسنين، ومن أهم محتوياته مذكرة مفصلة للسيد برسي كوكس بعنوان "علاقات بريطانية مع ابن سعود" وتقرير مفصل كتبه"فيلبي" لم يسبق بنشره عن البعثة التي ترأسها إلى الرياض واستغرقت سنة كاملة للتعامل مع "الإمام عبد العزيز آل سعود" في أمور ذات أهمية متبادلة مع ملاحق عديدة حول الموضوع، ومما يزيد في أهمية هذه الوثائق جميعاً أنه لم يسبق نشر معظمها بلغتها الأصلية، أما باللغة العربية فكلها تنشر للمرة الأولى، والجزء الرابع من هذه السلسلة يحتوي على الوثائق الخاصة لسنة 1919 التي كانت من السنوات الحاسمة في تاريخ المنطقة، لأنها كانت أولى سنوات السلام التي أعقبت أعظم حرب شهدها العالم حتى ذلك الوقت، وفيها عقد مؤتمر الصلح في (فرساي) لإعادة رسم خريطة العالم بعد الحرب، وفي هذا الجزء أيضاً عدد من الرسائل التي تبادلها الملك حسين، و(الأمير) عبد العزيز آل سعود، فيما بينهما، ومع بريطانية، حول علاقاتهما مع بعضهما ومع بريطانية، وفيه أيضاً تقرير عن الزيارة الرسمية التي قام بها (الأمير) فيصل بن عبد العزيز (الملك فيصل فيما بعد) إلى لندن يوم كان في الرابعة عشرة فقط من عمره، ومباحثاته مع رجالات الحكومة البريطانية، فكانت بداية مبكرة لحياته الدبلوماسية الطويلة واللاحقة، بوصفه وزير الخارجية المملكة العربية السعودية، ويحتوي هذا الجزء أيضاً على الوثائق الخاصة باشتراك (الأمير) فيصل بن الحسين (ملك العراق فيما بعد) في مؤتمر الصلح بباريس ممثلا للحجاز، وما ارتطم به من واقع السياسيات الأولية، والمساومات الاستعمارية، وخاصة مشكلة التدقيق بين مصالح كل من بريطانية وفرنسة من الأقطار المتسلحة عن الدولة العثمانية، فضلاً عن مشكلة فلسطين ومشكلة توزيع الانتدابات، ويضم هذا الجزء 250 وثيقة بين برقية قصيرة، وكتبا شخصي أو رسمي وتقرير قصير أو تفصيلي، ومذكرة رسمية وشبه رسمية، ومعظم هذه الوثائق لم يسبق نشره حتى بلغته الأصلية، وينشر للمرة الأولى.

وأما الجزء الخامس من هذه السلسلة فهو يحتوي على الوثائق الخاصة بسنة 1920 التي كانت من السنوات المهمة في تاريخ العالم وتاريخ الوطن العربي وفي هذه السنة تصامد الخلاف الهاشمي-السعودي. لذا فقد احتوت هذه المجموعة من الوثائق البريطانية المدرجة في هذا الكتاب على المراسلات المتبادلة بين الملك حسين والمعتمد البريطاني في جدة، وبين المراجع البريطانية في جدة والقاهرة ولندن من جهة، وبين الملف عبد العزيز والوكيل البريطاني في البحرين والمفوض المدني في بغداد. وكانت قضية الحج من أهم المشكلات التي زادت العلاقات بين الملك حسين والملك عبد العزيز سواءاً. وفي المجموعة حوالي 25 رسالة كتبها الملك عبد العزيز إلى الملك حسين والوكيل البريطاني وغيرها، وحوالي 20 رسالة وبرقية من الملك حسين، وبضع رسائل من الأمير فيصل بن الحسين. ومعظمها بأصلها العربي. وفي مجموعة الوثائق أيضاً عدة مذكرات وتقارير مهمة توضع موثق بريطانية الحقيقي في كثير من القضايا، وكيفية رواتبها لها، منها، على سبيل المثال، مذكرات كتبها الممثلون البريطانيون، أو دوائر الاستخبارات البريطانية عن: حركة الإخوان المسلمين، السيطرة على الشرق الأوسط في المستقبل، الحالة السياسية في نجد، وكذلك مذكرات ودراسات أعدت في وزارة الخارجية: السياسة البريطانية في القضايا العربية، التغيرات في الوضع الدولي العام منذ صدور التعهدات البريطانية عن الإعانات الحالية لحكام شبه الجزيرة العربية، ومعظم هذه الوثائق مما لم يسبق نشره كاملاً، حتى بلغته الأصلية ولم ينشر منها سوى مقتطفات قصيرة وردت في بعض الدراسات التاريخية الحديثة وهي تنشر للمرة الأولى كاملة باللغة العربية، وربما بأية لغة من اللغات.

ويضم الجزء السادس من هذه السلسلة، الوثائق البريطانية السرية عن الجزيرة العربية والخاصة بالعامين 1921-1922، وهما سنتان حاسمتان ومصيريتان في تاريخ العالم العربي، وشكلتا مفصلاً مهماً في تاريخ العلاقات البريطانية-العربية، والعلاقات الهاشمية-السعودية. وتكشف هذه المجموعة النقاب عن المراسلان المتبادلة بين الملك حسين (ملك الحجاز) وابن سعود (أمير نجد)، وبينهما وبين الحكومة البريطانية، وتتطرق إلى نزاع والخلاف القائمين بينهما حول مسألة حج الوهابيين إلى مكة، وتداعياتها على العلاقات النجدية-الحجازية، وتتناول تطور هذه العلاقات والتهديد النجدي السعودي للحجاز قبل أن تتوحد نجد والحجاز تحت حكم الملك عبد العزيز.

كما يستعرض هذا الكتاب ما شهده العام 1921 من التزام صريح لرئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل بـ "وعد بلفور" يمنح بموجبه إسرائيل "وطناً" في فلسطين، ويكشف النقاب عن الضغوط البريطانية الهائلة التي تعرض لها المكل حسين في ذلك العام، وأثمرت تصديقه "معاهدة فرساي" وبالتالي تقسيم فلسطين بين العرب وإسرائيل في وقت لاحق.

لتحميل الكتاب كاملاً - أضغط على الرابط التالي

-