قصة نفس
تأليف: زكي نجيب محمود
256 صفحة
الطبعة: 4
مجلدات: 1
الناشر: دار الشروق تاريخ النشر: 01/01/1993
المؤلف:
أردت بكتاب "قصة النفس" حين أنشأته، أن أصور حياتي كما سارت بها عوامل الباطن، وكان حتماً أن الجأ إلى الرمز، لأن ثمة من حقائق الحياة الباطنية عند كل إنسان ما لا قبل لأحد بردها، ومع ذلك فهي مما لا يجوز الإفصاح عنه بحكم موازين المجتمع، وكان أول ما لحظته في نفسي حين بدأت العمل-وأظنه كذلك مما لا بد أن يلحظه كل إنسان في نفسه لو أمعن النظر- هو أنني بمثابة عدة أشخاص في جلد واحد، فهنالك من تجرفه العاطفة ولا يقوى على إلجامها، ولكن هناك إلى جانبه من يوجه إليه اللوم ويحاول أن يشكمه حتى يقيد فيه الحركة التي تقذف به إلى الهاوية، على أن هذا الشد والجذب في داخل النفس بين عاطفي تشتعل وعقل يخمد اشتعالها، لا يمنع أن ينعم الإنسان بلحظات هادئة تتصالح فيها العاطفة والعقل فيسيران معاً في اتجاه واحد.
وعلى هذا الإطار الثلاثي أقمت "قصة نفس" فلما أن صدر الكتاب، وقرأته مطبوعاً، أحسست إحساساً شديداً بأوجه نقص في بنائه، مما دعاني إلى التفكير في إعادة كتابته إذا هممت له بطبعة ثانية، لكني فوق ذلك أحسست من حياتي جانباً هو بغير شك ابرز جوانبها، وأكثرها إيجابية، وأوفرها نفعاً للناس، إذا كان فيما أنجزته ما ينفع، وأعنى بذلك الجانب الذي سقط من الحساب في "قصة نفس"-لا عن تقصير فيها، بل عما تقتضيه طبيعة قصة أرادت أن تغوص في باطن النفس-أقول: إن الجانب الذي أعنيه هو سيرة "العقل" في حياتي، فهو الذي كان أداة الدرس والتحصيل، وهو الذي طفق طوال سنوات النضج يتصيد "الأفكار" من عند الآخرين حيناً، وحيناً يعمل علة توليدها في ذهني، وهو الذي تولى الكتابة فيما كتبته، حتى لو كان المكتوب أدباً خالصاً، فلقد كان الأدب الذي أنتجته من النوع الذي يستبطن "أفكاراً" في أطر يقيمها لتصلح حاملاً لها.
ومنذ أن أحسست بغياب الحياة العقلية من "قصة نفس" نشأت عندي الرغبة في أن أعقل على "قصة نفس" بتوأم لها أسميه "قصة عقل"، ولبثت تلك الرغبة حائرة، تظهر لحظة لتعود فتختفي، حتى أراد لي الله توفيقاً فأخرجتها إلى دنيا الناس.
لتحميل الكتاب كاملاً - أضغط على الرابط التالي
-