الثلاثاء

خاتم



خاتم

المؤلف: رجاء عالم

عدد الاجزاء: 1
سنة النشر: 2001
الطبعة رقم: 1
الناشر: المركز الثقافي العربي
صفحة: 254

خاتم هي خاتمة العنقود في عائلة كانت تنتظر الذكر، فجاءت لا تعرف أيّ هوية تحمل، والجسد عملة ذات وجهين، لا قيمة لوجه دون الآخر، جسد يحمل تحت جلده نعمة الحصول على ثنائية التكوين ونقمة الحيرة في كيفيّة التصرّف مع هذه النعمة.
ولدت الفتاة التي أرادها والدها رجلاً، ومات الرجل الذي كان يظنّه الجميع فتاة، وبين الولادة العنيفة والموت العنيف حياة تبحث عن لغة فكانت الموسيقى التي لا جنس لها، وكان العود هو الجسد الذي يقدّم نفسه قريناً مكمّلاً.

الحكاية ولدت في أحياء مكّة، في بيت المدعو نصيب، وله خمسة من الاصهار ولا حافظ للإسم (نصيب) "فكلّ الذكور ذهبوا في حروب الأمراء التي لم تنقطع عن تلك المدينة المحجوبة بالجبال". والحروب عدوّة الذكور، لا تبقي على أحد منهم، تأخذهم وتترك النساء في ملابس الحداد يندبن وينحن ثمّ ينجبن من ذكور اختبأوا او هربوا ذكوراً لحرب جديدة.
والفتاة الصبيّ التي وجدت نفسها بين جنسين من الناس ارادت ان تتماثل بأحدهما، فهناك من جهة سند رفيق الطفولة وشقيق الروح، يكتمل وجوده بهلال الغاضب الثائر المشدود الى جسد الفتاة الصبي، عاجزاً عن تحديد اللغة التي يناديه بها الجسد الحائر. ومن ناحية أخرى هناك زرياب الفتاة التي أطلق عليها والدها اسم رجل لأنه يحبّ الغناء والعزف. كلّ منهم يبحث عن لغته وهويته: سند وجدها في الحجارة فكيف اذا كانت كريمة وغريبة؟ وبلال في القتال والجروح التي تنطبع على الجسد، وزرياب في وجود خاتم، وخاتم في خشب العود. كلّ منهم يبحث عن اكتماله في ما هو خارجه، وعلى خاتم ان تفعل مثلهم، ولكنّ الحكاية تنتهي بالموت يحصد الذكور من غير ان تنفع الملابس النسائية في انقاذ خاتم التي تركت معرضة للفضيحة واللعنة.

تفاصيل الحياة اليومية وسيل من المعلومات عن صناعة المجوهرات والحلي ونقل حيّ للغة الموسيقى، تتداخل كلها في سياق الرواية، من دون ان تقع في الجفاف او البرودة. فاللغة (وإن صعبت لهجتها او وقعت في الركاكة تارة والغموض طوراً) مليئة بالصور، تحيط بالمعلومات وتخفّف من حيادها وجمودها، وتجعلنا ننساق خلف الاستطراد فلا نتعب منه لأنّ الكاتبة عرفت غالباً كيف تعود الى أبطالها وقرّائها في اللحظة التي قد تبدو فيها طريق العودة محفوفة بخطر الانزلاق.

لا تعبر شخصيات الرواية من غير أثر تتركه، ولعل خاتم وبلال أكثرها توهجاً وضوءاً، يحمل كلّ منهما فرادة وعنفاً داخلياً، وكلّ لقاء بينهما يدفع بالرواية الى محطة جديدة ويرتقي بها الى ذروة التأزّم والانفجار حتى المحطة الاخيرة قبل انزال الستارة الذي تعلنه ضحكة بلال الساخرة، كأنها تدعو الفتاة/ الصبيّ الى الانعتاق من قيود الجسد واللحاق به في قطار الموت السريع.


الناشر:
الوليد حين أطل كان خاتمة الولادات، اسكت كل شيء بطلته، بل وحتى لم يستقبل صعقة الهواء في رئتيه بالصراخ، انتهى واقفا بين يدي الوليد المتخيط في كيس يميل للخضرة، كيس راق مثل زمردة، شعر الاب بالغشاء يبرق ويتحجر كمن يوشك فيوصد على الوليد. وانشق غشاء الخضرة وبان ما بين ساقي الوليد، بأصبع مرتعد اشارت سكينة لما بان، وجاوبها اصطكاك اسنان الشيخ نصيب كمن لحقته مياه الفجر.



لتحميل الكتاب كاملاً - أضغط على الرابط التالي

-